السبت، 6 نوفمبر 2010

تأملات فطرية .. فى قوله تعالى (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ )

علينا ان ندرك اهمية هذا الوقت للإستفادة منه صحيا ونفسيا علينا ان ننهض فى الصباح الباكر ونفتح النافذة ونحمد الله ونتنفس هذه الظاهرة الكونية الرائعة والهامة التى تقى اجسامنا وما علق بها من مضار وسموم والظاهرة فطرة رائعة وهبة من الله عز وجل  وعلينا ان نتأملها .. من فضلكم ادرسوا هذه الظاهرة جيدا .
عبارة ( والصبح اذا تنفس ) هي دلالة واضحة على عملية التمثيل الضوئي حيث شبه الله سبحانه الصبح وهو بدأ طلوع الشمس في الأفق بإنسان أخذ نفساً وهو إشارة واضحة إلى تلازم إنتاج الأوكسجين مع طلوع الشمس وأن بدأ عملية التنفس الحيوي  هذه أو التركيب الضوئي تبدأ مع بدأ طلوع الشمس

والحديث عن هذه الاية الكريمة جاء فى سورة التكوير وهى سورة خاصة بحركة الافلاك  وأحوالها ولا يمكن ان يكون تفسيرها فلسفيا او ادبيا فقط انما هى تخضع لظواهر علمية مؤكدة 
ومن خلال متابعة تفسير الاية فى اغلب التفسيرات نقلت لكم فقط التفسيرات التى تفيد الغرض هنا .وتركت مالم يتفق مع الحقيقة العلمية 

تفسيرالقرطبى
 قوله تعالى والصبح إذا تنفس أي امتد حتى يصير نهارا واضحا  يقال للنهار إذا زاد تنفس . .وكذلك الموج إذا نضح الماء . ومعنى التنفس .. خروج النسيم من الجوف . .وقيل  إذا تنفس أي انشق وانفلق.. ومنه تنفست القوس أي تصدعت . 
تفسير التحرير والتنوير
والتنفس : حقيقته خروج النفس من الحيوان ، استعير لظهور الضياء مع بقايا الظلام على تشبيه خروج الضياء بخروج النفس على طريقة الاستعارة المصرحة ، أو لأنه إذا بدا الصباح أقبل معه نسيم فجعل ذلك كالتنفس له على طريقة المكنية بتشبيه الصبح بذي نفس مع تشبيه النسيم بالأنفاس . 
  تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية
قال الفراء :
والصبح إذا تنفس التنفس في الأصل : خروج النسيم من الجوف .
وتنفس الصبح : إقباله ؛ لأنه يقبل بروح ونسيم ، فجعل ذلك تنفسا له مجازا .
قال الواحدي : تنفس : أي امتد ضوؤه حتى يصير نهارا ، ومنه يقال للنهار إذا زاد : تنفس .
وقيل إذا تنفس إذا انشق وانفلق ، ومنه تنفست القوس : أي تصدعت . 
 

رأى العلم  فى المسألة.
يقسم الله سبحانه وتعالى بقوله 'والصبح إذا تنفس' سورة التكوير .و الواو هنا للقسم والعظيم لا يقسم إلا بعظيم. وفي هذه الآية بيّن الحق تعالى أن الصبح يتنفس مع بداية ظهور الشمس في الأفق فكأن للصبح رئة كبيرة تتنفس عن طريق إدخال الهواء الغني بالأكسجين (عملية الشهيق) حيث تقوم الرئة بامتصاص الأكسجين وطرح ثاني أكسيد الكربون عن طريق عملية الزفير
وأقسم الله سبحانه وتعالى بالصبح مما يدل على عظم وقت الصباح كما أن المواد اللازمة لعملية التنفس لا توجد في الهواء إلا خلال هذا الوقت مما يدل على حكمة الخالق سبحانه وعظيم شأنه. 

وتتنفس الكائنات الحية طوال الليل والنهار سواء في اليقظة أو المنام وهي عملية لازمة لاستمرار حياة الكائن الحي أما كيف تتم عملية تنفس الصبح فلا بد أن نشير إلى أن ثمة تغيرات كبيرة تحدث بين هواء الليل والنهار سواء في درجة الحرارة أو الضغط الجوي للهواء أو حركة الهواء الرأسية أو الأفقية على سطح الأرض. فالنهار عندما يتنفس فإنه يتنفس مكونات الهواء الذي يطلق عليه الغلاف الجوي أو الهوائي الذي يحيط بالكرة الأرضية من جميع الجهات. 

وفي أثناء النهار وبعد شروق الشمس ترسل الشمس أشعتها التي تتعرض أثناء مرورها في الغلاف الجوي للأرض لعدة عمليات قبل أن تصل إلى سطح الأرض وهذه العمليات تتمثل في عملية الامتصاص، والتشتت  والانعكاس من قبل مكونات الغلاف الجوي. ويفقد عند نزوله جزءاً كبيراً يصل إلى (34 في المئة) من الإشعاع الشمسي ولا يسقط إلا (66 في المئة) من جملة الإشعاع الشمسي الساقط.

وحيث إن الأرض تمتص الإشعاع الشمسي وتحوله إلى حرارة فإن سطح الأرض يعد في حد ذاته جسماً مشعاً فتنتقل الحرارة من سطح الأرض إلى الهواء الملامس لسطح الأرض عن طريق عملية التوصيل الحراري فيسخن الهواء ويتمدد ويتكون عليه ضغط منخفض فترتفع تيارات هوائية إلى أعلى وتعرف هذه العملية باسم التيارات الحرارية الصاعدة أو تيارات الحمل. فالأجسام في الهواء تفقد من وزنها مقداراً يساوي وزن الهواء الذي يزيحها كما توصل إليه العلماء في قانون «الطفو» هذا الهواء الذي ارتفع إلى أعلى تقل كثافته ويتخلخل لقلة الغازات به  لأن الغازات الثقيلة توجد بالقرب من سطح الأرض، وبالتالي تنخفض درجة حرارته بالارتفاع، وكأن ضغطا مرتفعا يسيطر على هذا الهواء الذي صعد إلى أعلى طوال الليل نتيجة انخفاض درجة الحرارة أثناء الليل فهو مشبع بثاني أكسيد الكربون وملوث بتنفس جميع أنواع الكائنات الحية على وجه الأرض من إنسان وحيوان ونبات، إضافة إلى أن الضغط المرتفع يعمل على استقرار وهدوء الهواء مما يساعد على تركيز الهواء الملوث في مكان محدد.
 
وعندما يرتفع الهواء إلى أعلى فإن سرعته تزداد وتتشتت الملوثات وتتفرق على مساحة واسعة وهذا من لطف الله بعباده، وعندما يصل الهواء إلى طبقات الجو العليا يبرد ويثقل ويتحرك على العكس من تحرك الهواء على سطح الأرض فيتحرك من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض ثم يهبط هذا الهواء على شكل تيارات هوائية هابطة إلى مناطق الضغط المنخفض على سطح الأرض لأن عملية هبوط الهواء تؤدي إلى تجمع الهواء النازل فيتركز عليه ضغط مرتفع ليحل محل الهواء الساخن الذي سبق أن صعد إلى أعلى.
هذا الهواء الهابط لا يلبث أن يتفرق ويتحرك إلى مناطق الضغط المنخفض على سطح الأرض  ويمتاز هذا الهواء بنقائه ويساعد على ذلك وجود أعلى نسبة من غاز الأوزون في هذا الوقت من النهار إضافة إلى أن عملية التمثيل الضوئي للنبات لا تتم إلا نهاراً عند شروق الشمس فيطلق النبات الأكسجين في الجو ويمتص ثاني أكسيد الكربون.
 
وهنا نشير إلى الإعجاز العلمي حيث يحدث في بداية ظهور الشمس في الأفق وهو ما يسمى بالصبح أو الصباح أو النهار كما ورد في تفسير المفسرين وآرائهم حول عملية تنفس الصبح، فالصبح عندما يتنفس فإنه يتنفس الهواء البارد الهابط النقي ( الشهيق )  ويدفع بالهواء الدافئ الملوث نتيجة لاستقراره طوال الليل قريباً من سطح الأرض ( الزفير ) وما يحمله من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عمليات تنفس الكائنات الحية على وجه العموم.
وسبحان الله العلى القدير ان وهب لنا النعم ولوتأملنا دراسة هذه الظاهرة لوجدناها شبيهة بما يحدث داخل أجسامنا من خلال الرئة اثناء عملية التنفس فتمتعوا بهذه الظاهرة خذوا أنفسا عميقة كل صباح وسبحوا الله .. سبحان الله والحمدلله هو العليم الخبير .