هى رسالة مازالت تتجدد من عام 1948م وحتى الان وحتى الان ونحن فى عام 2008م.
كتبت هذه الرسالة من سنوات فى ليلة كهذه وقلبى يعتصر ومن وقت للآخر تتجدد الاحزان والاحداث واحدة .
أمــــــــــــــاه
أمــــــــــــــاه
أكتب إليك وكأنني معك أحكي لك قصة هذه الرحلة بعد طول تأمل وأنا أتجول في هذه الأرض المباركة أرض أولي القبلتين وثانى المسجدين وثالث الحرمين الشريفين . وأنا في هذه الأجواء رُسمت في قلبي معالم لوحة تعبر عن ملحمة طويلة الأمد..جعلتنى وللوهلة الاولى .. أقتل ويهدر دمى وأشعر بالخجل لهويتى العربية.. أحسست أننى أريد أن أتكوم فى أحشائك من جديد لتعيدى تكوينى ولا تلدينى الا بعدما أقسم لك اننى لن أولد الا عربيا بدم حر وغيرة وطنى يعشق معنى الجهاد ويؤثر الكرامة على الحياة و يقدس تراب الارض ويرفع اسم الله فوق كل شىء... أحسست بضألة موقفى وأنا أرى تخريمات الرصاص على المساجد والكنائس ومنازل الابرياء ودماء الشهداءعلى الجدران مكتوب بها على صور الشهداء .. هذا دم فلان وأمهات تجلس أمام الصور بعيون بها إعصار من غضب وأنفاس لا تحمل الا الأنات تجمع الجمرات لقذف ابليس فى الوقت المقدر والمحسوب من رب العالمين .. قد تكون حجارة من سجيل الا ان الله يجعلها بردا وسلاما فى أياديهم سجيلا على أعاديهم ..
وروعنى طفل فى الثانية من عمره يكاد يتعلم الجري وأول ما يتعلمه هو كيف يرمى الحجارة يتعب فى حملها ذهابا وإيابا بيداه الرقيقتين وسط الاطفال وقتها أحسست بالخجل وتضألت وكأننى تحولت الى شخصية شهيرة اسمها عقلة الأصبع هذا الولد صغير الحجم كان بطلا واستغل حجمه فى انقاذ بنت البلد من يد الاعداء .. اذن انا اقل من عقلة الأصبع عندما لم اتعلم جيدا كيف احمل بندقية وأن اسمع نداء هؤلاء الضعفاء فتمنيت ان اكون بخارا حتى لا يسخر منى عقلة الاصبع ولكنى تذكرت ان للبخار دورا فى انه يصعد ويتجمع وما تجمعنا يا أماه فحتى الطبيعة تعلمنا الدرس وما تعلمناه
امـــــــــــاه .
انى الان اتعذب بهذه العيون التى لازمها الحزن وآلفتها الدموع وصغار لا يرون الغد الا فى لغة الثأر وحلم الاستشهاد ..و انا اسمع نغماتهم
انى الان اتعذب بهذه العيون التى لازمها الحزن وآلفتها الدموع وصغار لا يرون الغد الا فى لغة الثأر وحلم الاستشهاد ..و انا اسمع نغماتهم
منتصبَ القامةِ أمشي .... مرفوع الهامة أمشي .... في كفي قصفة زيتونٍ .... وعلى كتفي نعشي .... وأنا أمشي وأنا أمشى....قلبي قمرٌ أحمر ....قلبي بستان ....فيه فيه العوسج فيه الريحان....شفتاي سماءٌ تمطر ....نارًا حينًا حبًا أحيان….في كفي قصفة زيتونٍ .....وعلى كتفي نعشي .... وأنا أمشى وأنا أمشى
وتمر أيام يا أماه وأنا أتجول فى حكايات هؤلاء المعذبون المنتظرون و يتسألون متى سنعود الى ديارنا .. وانتابتنى قشعريرة وانا أرى بيت المقدس كأن له عينان تبكيان و هو يحاكينا بشجن ويقول... آرأيت حالى وقد نشأت على يد الانبياء و الصالحين لترعانى مريم ابنة عمران وليؤنسنى صدى صوت عيسى وأكرمنى الانبياءبضيافتهم لى وصلاة محمد صلى الله عليه وسلم بى ومعراجه من عندى .. ثم أهاننى العدوان مرات ومرات ثم طهرنى صلاح الدين ثم عادت المكائد وسقطت فى يد المعتدين أخذونى بالخديعة انهم يقطعون من بنيانى بحثا عن هيكلهم المزعوم ..عذبوننى اطلقوا دموعى لأرثى نفسى ما دامت العروبة لاتورثينى .. انتحب كل يوم وأنا البيت من سيرعانى من سيكرمنى
. أمـــــــــــــــــاه
انها دموع بيت المقدس .. انها المناجاة التى أحسست بها أحسست بالغليان وانا أسمع قصص التعدى والعدوان وصيحات النساء فى كل مكان على كل فقيد وبيوت تهدم على الآمنين ورسالة بنو صهيون الى كل فلسطينى تقول ارحل عن ارضك.. عبارة مستفذة تجعل الدم يغلى فى العروق وتشعل نار الغيرة فى القلوب..وكنت اسمع واحترق صرخات (وجدان) وهى فتاة فلسطينية تزلزل الارض تحت قدمى وترجف قلبى وهى تقول ..واعروبتاه .. كما قالت المرأة وامعتصماه .. ولكنى اتعجب يا أمى أن فى عهد المعتصم لم يكن هناك اذاعات و لا أقمار صناعية تنقل لنا الأنات و الصرخات الا ان صوت المرأة وصل المعتصم بعد سفر بالخيول عن طريق رسول ومع ذلك نفر المعتصم غاضبا لبيك يا أختاه يا امـاه: اليوم الصرخات تُرصد كل دقيقة ونشاهد سقوط الاطفال وضرب النساء و قتل الشيوخ .. نشاهد الاحداث ونحن نأكل ونرقص و نلهوا والموت أمام أعيننا .. لماذا كل هذا الصدأ فى القلوب ألم تعد تتحرك فينا نخوة ولا تأخذنا شفقة فى هؤلاء ولماذا ننسى سريعا والاعداء لاينسون ان لهم حق اغتصاب الارض..
أمــــــــــــــــــاه .
اكتب لك من الارض المقدسة التى شهدت تاريخ النبلاء من الارض التى شهدت اشراف الناس على مر الزمان يفوح عطرهم فى كل شبر من الارض المباركة أماه: الناس هنا ينامون ولا ينامون عيونهم قلقة وابدانهم مللك للأرض فى كل لحظة ولكنى أرى نساء صامدات صابرات شديدات ينتظرن يوما نكون فيه أغنياء بفيض من كرامة والحاح ..بانتصار..
اكتب لك من الارض المقدسة التى شهدت تاريخ النبلاء من الارض التى شهدت اشراف الناس على مر الزمان يفوح عطرهم فى كل شبر من الارض المباركة أماه: الناس هنا ينامون ولا ينامون عيونهم قلقة وابدانهم مللك للأرض فى كل لحظة ولكنى أرى نساء صامدات صابرات شديدات ينتظرن يوما نكون فيه أغنياء بفيض من كرامة والحاح ..بانتصار..