مازال المغرضون يخوضون في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من عشرة قرون إلى ألان نفس الألسنة التي تتطاول على حياة النبي ابتداء من إفترآت يوحنا الدمشقى وتيودرر أبوقرة من عهد الإمبراطورية البيزنطية وحتى زكريا بطرس ولكنهم يختلفون من عشرة قرون في الهجوم على الإسلام على حسب معطيات كل عصر وقائمة المهاجمون كبيرة منهم ألبرت الكبير وتوماس الأكوينى وروجر بيكون وباسكال و سبينوزا وكثير من المستشرقين الذين نقدوا سياسة الرسول اتجاه خصومه اليهود أو النصارى وقد تجاهلوا التحدث عن غدر اليهود ونقضهم للعهود والمواثيق للتحالف مع أعداء الإسلام للنيل منه والكيد له وقد تجاهلوا حفظ رسول الله لحقوق أهل الكتاب المسالمين الحافظين للعهود والمواثيق وتجاهلوا وصايا الصديق الذي لازم النبي وتعلم منه الخلق الرفيع وهو يوصى يزيد بن أبي سفيان، عند فتح الشام ومواجهة الروم فقال رضي الله عنه:ـ( وإذا أظفرك الله عليهم فلا تَغلُل ولا تمثل ولا تغدر ولا تجبن و لا تقتلوا ولداً ولا شيخاً ولا امرأة ولا طفلاً، ولا تعقروا بهيمة إلا بهيمة المأكول، ولا تغدروا إذا عاهدتم ولا تنقضوا إذا صالحتم، وستمرون على قوم في الصوامع رهباناً يزعمون أنهم ترقبوا في الله، فدعوهم ولا تهدموا صوامعهم) .. وتجاهلوا الوصية العمرية في القدس وتجاهلوا أن وقت السلم سلاما وأن وقت الحرب والمكائد كانت الحروب ويحكم فى الأمر قول الله عز وجل ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * ولا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * ولا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * ولا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ *).إنها مخاطبة وقت السلم ترتقي إلى الرد الحكيم تخرس الألسنة وتسقط الحجج الواهية من عشرة قرون إلى ألان بانتصار تعاليم الإسلام وسيرة النبي المعجزة والتي تعكف عليها الأمم ألان لدراسة هذه السيرة والأبحاث نتائجها مذهلة مما يجعل الحاقدون يزدادون حقدا على الإسلام والمسلمين وهم يعلمون تمام العلم أن في تطبيق حياة الرسول كمنهج للأمة سيجعلها في مقدمة الأمم لذلك تحارب كل مجهودات علماء المسلمين في شتى النواحي لكي يخمدوا هذه الثورة التي ستظهر بطلان جميع الحجج الواهية وقائمة العلماء المضطهدين أيضاً كبيرة إما باتهامهم بالجنون أو الجهل أو قذفهم بأنهم عملاء ومدسوسون ضد الإسلام وهم في كل يوم يحتالون على العقول الضعيفة التي تخضع لأرائهم لخدمة مصالحهم في المجتمعات الإسلامية ولتضليل العباد وحكروا على الاجتهاد في أمور الدين على فئة محدودة وأرهبوا باقي الشعوب من مجرد التفكير في علوم الدين التي تجمع كل أحوال الدنيا .. ولكن مقاومة هذا الحكر تنمو من عشرة قرون من وسط الهجمات والأحقاد ليتم الله نوره على العباد ولو كره الكافرون والدفاع عن الدين لن ينقطع بحجة أن الدين لا يحتاج دفاع والمدافعون عن الدين يردون النفوس الضعيفة إلى صوابها ولتقوية عزائم من أضلتهم الدنيا ويحفظون للدين حقه بين العباد وإلا لما كُلفنا بحمل الأمانة وأداء الرسالة وعدم الوقوف صفاً للدفاع عن الدين إنها حجج واهية لكي تتخبط الأمة في أراء الجاهلين والحاقدين والمندسين لينشروا الفتنة بين المسلمين وبعضهم وبين المسلمين والديانات الأخرى ومن أجل ألا يظهر على السطح إلا الصراع على الأديان وتتوه التعاليم السمحة وهى رسالة إنذار للجميع أن ينتبه من الفتنة العوراء لهذا الزمن وأن نستعيذ بالله جميعاً منها وأن يحفظ أمتنا وأن نصون عهودنا ونعمل صالحاً لأن ديننا هو السلام .يسأل زكريا بطرس ويسأل أمة المسلمين لماذا لم يتزوج عيسى بينما تزوج محمد زيجات متعددة ؟ وأن النبوة في مثل عيسى تحتاج إلى التفرغ أما الزيجات المتعددة فهي من دواعي الشهوة ومتع الدنيا فهل هذا يعقل ؟ولم يكن زكريا بطرس أول من خاضوا في حياة النبي فكما قلت سابقا انه أمري تكرر منذ عشرة قرون وحتى ألان ولكن غالبية المستشرقين الذين تحدثوا في هذا الأمر بالذات تجاهلوا الحالة الاجتماعية التي كانت تعم العالم كله آن ذاك ولماذا تجاهلوا تعدد الزوجات دون تعداد محدد آن ذاك في شعوب مقدونيا ورومانيا وبلغاريا والشعوب الجرمانية وأفريقيا والهند والصين واليابان على حسب ما تذكره المصادر التاريخية وأن الكنيسة كانت منذ قرون تعترف بتعدد الزوجات قبل أن تنتشر الرهبانية كما أباحت التوراة تعدد الزوجات دون قيد أو شرط ولم يتم تنظيم تعدد الزوجات إلا في الإسلام .ولماذا تجاهل زكريا بطرس أخبار تعدد الزوجات قبل البعثة المحمدية دون شرط أو تنظيم عند العرب ولم يكن هناك ما يمنع ذلك ولم يكن له أيضا تعداد محدد ولم يكن له نظام وكان فيه كثير من الضرر مما يسيء إلى الحالة الاجتماعية عموما .ولماذا لم يعلن زكريا بطرس فشل العصر في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية الناجمة عن العلاقات الأسرية المفككة في غالبية المجتمعات ألان .. تتصارع الاقلام الان فى أبحاث علم الاجتماع لإيجاد حلول نهائية لقوانين الأحوال الشخصية والتي تنشق عن الشريعة لتدخل ضمن إطار القوانين الوضعية لتقييم العلاقات الزوجية والحياة الأسرية ورغم تصارع الأقلام وكثرة القوانين نجد الفشل الذر يع الذي يجتاح الأمم كل يوم من تهديد بانهيار النظام الأسرى داخل المجتمعات المختلفة وأصبحت مهددة بكثرة الطلاق والعنوسة والإحجام عن الزواج والإنجاب بسبب الأعباء والتكاليف والقدوة التي تنهار كل يوم وتراكمت المشاكل داخل المحاكم ووقفت قوانين الأحوال الشخصية عاجز تصدر كل يوم قوانين جديدة ومع ذلك الأزمة تتفاقم .. وكل يوم يزداد نجاح زيجات الرسول انتصارا على كل هذه الأزمات الاجتماعية وقد كانت زيجاته صلى الله عليه وسلم كمثال لجميع أحوال النساء الاجتماعية ابتداء من الأرملة مرورا بالمطلقة والبكر والمُعيلة والتي ليس لها عائل والكريمة التي أسرت فأعتقها وتزوجها لتكون إمرة أعظم بركة على قومها للعتق من مشاعر الحزن والهوان وكذلك زواجه من أم المؤمنين زينب بنت جحش الذي كان لإبطال عادة التبني هذه العادة التي تأصلت في المجتمع الجاهلي والتي كان لها في واقع الحياة أثار غير حميدة فكان السبيل لإبطالها أن يتم التغيير في بيت النبوة وعلى يد الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم . ولقد أراد الله عز وجل أن تكون زوجات الرسول كلها في صدر الإسلام ماعدا سنوات زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها في بداية حياته وكانت قبل البعثة ولكن الله عز وجل أكرم هذا الزواج الكريم الطيب أن يدخل الإسلام لكي تكون كل زيجات الرسول مثلاً في التغلب على كثير من المشكلات الاجتماعية ولم تكن زيجات النبي قاصرة على تنفيذ الأوامر والركود فيما يسمونه بعصر الحريم وقصورهن عن المشاركة وأن يتسيد الرجل من أجل السيادة فحسب .. لقد كانت حياة النبي مع أزواجه أرقى مما نراه الآن في مجتمعاتنا من تفاهم ومشاركة في الرأي والالتزام بالطاعات والواجبات عن علم وعن بصيرة فقد كانت أمهات المؤمنين وغيرهن من النساء فقيهات وعالمات ومفسرات للقرآن، وهناك تفسير عائشة رضي الله عنها، وتفسير أم سلمه وغيرهما ... لقد كان الأمر أشد على النبي من تحمل كل متطلبات الدنيا وهو يؤدى رسالته ولقد كانت طبيعة محمد البشرية تقوى فوق كل الأزمات من أجل إقامة الدعوة قال تعالى مخاطبا إياه ( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) إنها فرائضه وحدوده . لقد اختار الله عزوجل محمداً للقيام بكل هذه التكاليف بعد اختبار قدراته وصبره وطاعته وقوة نفسه للقيام بهذه المهام .يخوض المغرضون في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة زيجاته وتجاهلوا أخبار السيرة عندما عرض عليه المشركون المال والنساء والمناصب فرفضهم جميعا . كم نظرة المغرضين والحاقدين على النبي ضيقة وجاهلة وهم يتجاهلون كل يوم سقوط حياة أسرية كثيرة قائمة على علاقة رجل بامرأة واحدة عاجزة عن التقييم الصحيح .. يخضون فى زيجات الرسول ونسوا انحدار المستوى الاخلاقى من حيث انتشار الزنا في المجتمعات الغربية الذي فضلوه على تعدد الزوجات مما أدى إلى الانحراف المبكر عند الشباب وبدل من اللجوء إلى الشريعة التي تيسر الزواج في سن مبكرة من أجل الحصانة وصيانة المجتمعات إلا أنهم تركوا كل ذلك وأمسكوا الخوض في الحياة العفيفة والكريمة التي وصلت إلى قمة الرقى والتقوى في حياة النبي والصحابة والتابعين ورغم تعدد الزوجات إلا أن الحياة كانت مستقيمة أنتجت سلفاً صالحاً قوياً وأمام كل هذا سقطت في عصرنا كل القوانين الوضعية لتنظيم الحياة الاجتماعية ولن يجدوا مفرا من إتباع الشريعة الإسلامية وتطبيقها ولن يجدوا لسنة الله تبديلا .فلم نسمع في حياة السلف الصالح عن انتشار للأمراض التي تأتى من العلاقات المحرمة بل كان النسل قوياً تفوح في الرجال النخوة والشجاعة والقوامة وفى النساء الحياء والعلم والزهد والورع ولم تكن النساء أبدا مصدرا للضعف في صدر الإسلام فلقد كرمت المرأة وأعزها الله وحفظ حقوقها في جميع مراحلها من الأرملة والمطلقة والبكر والمُعيلة والمُسنة والأسيرة وحتى الطفولة وقد كانت عادة وأد البنات معروفة عند العرب في الجاهلية .
وللحديث بقية ..
تابعونا من فضلكم.
وللحديث بقية ..
تابعونا من فضلكم.